السبت، 27 أغسطس 2011

الجهاديون في ليبيا بعد سقوط القذافي

دعت هيلاري كلينتون مسؤولة الدبلوماسية الأمريكية أمس، ثوار ليبيا إلى التحلي بالحزم في مواجهة مد العنف والتطرف من طرف عناصر ومجموعات ليبية. وأعربت كلينتون في بيان للخارجية الأمريكية عن قلقها بوصف الوضع الذي تخفيه الأيام والأسابيع القادمة لليبيين بـ''الحرج''.

وصفت كاتبة الدولة للشؤون الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الوضع الحالي في ليبيا بغير الواضح باستثناء وشوك نهاية القذافي كليا من المشهد الليبي الذي يجب أن تميزه العدالة والحرية والســـــلم.. تقـــــول مسؤولة دبلـــــوماسية الولايات المتحدة في بيان تناقلته وكالات الأنباء.
وأعلنت كلينتون عن شروع إدارة البيت الأبيض في مراقبة الوضع الليبي عن قرب باستعمال الوسائل اللازمة والتحقق من مدى قدرة ليبيا بمسؤوليها الجدد على تحمل مسؤولياتها فيما يتعلق بمصير مخزون الأسلحة المتداول بين المعارضة، والذي قد يتحول إلى تهديد حقيقي لأمن دول الجوار والمنطقة، أو ما إذا كان بالإمكان أن يقع مخزون الأسلحة هذا بين أيادي ملطخة بحسب وصف مسؤولة الدبلوماسية الأمريكية.
كما نقلت قناة ''سي.أن.أن'' الإخبارية على لسان مسؤول أمريكي رفض الكشف عن اسمه، خبرا حول حيازة طرابلس لـ10 أطنان من غاز الخردل السام، وهو سلاح دمار محظور أوردت القناة أن الوحدة العسكرية التي كانت تحرسه وحدة عسكرية مازالت تقوم بنفس المهمة حتى بعد سقوط طرابلس، وهو ما دفع أمريكا لاستنتاج أن القذافي مازال يملك وجودا عسكريا حتى بعد رحيله.
وكشفت كلينتون قلقها مما تخفيه الأسابيع والأيام القادمة لمستقبل الوضع الليبي دون تقديم تفاصيل أكثـر، مكتفية بدعوة ممثلي المعارضة إلى حزم أكثـر وصرامة لصد مد التيار المتطرف وذوي الروح الانتقامية. هؤلاء قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إنه لم يبق لهم مكان في ليبيا الجديدة التي على شعبها أن ينشد السلم بعد التضحيات التي قدمها لأجل هذا. وفي هذا السياق أعلنت عن استعداد واشنطن لتقديم مساعداتها لليبيا التي يبقى على كاهلها مجهود كبير على المدى القريب لتحقيق ذلك.
كما دعت السيدة كلينتون الموالين للقذافي وعائلته ومؤيديه إلى وقف العنف الذي يمارسونه باسم الشعب الليبي، حسبما ورد في البيان الذي أشار إلى أن حكم معمر القذافي انتهى. يحدث هذا في وقت لا يزال مكان اختفاء القذافي مجهولا إلى حد الساعة ولا يزال متمسكا بمواقفه داعيا الليبيين إلى المقاومة في نفس التوقيت الذي أعلن فيه نقل المجلس الانتقالي نقل مقر حكومته من بنغازي إلى طرابلس.
وتدرس الأمم المتحدة تزامنا مع إفراجها عن دفعة من الأموال الليبية المجمدة لفائدة المجلس الانتقالي طلب هذا الأخير في مساعدته في تأسيس جهاز شرطة، وهو الطلب الذي قالت المتحدة باسم كتابة الدولة فيكتوريا نيلولند أن الولايات المتحدة تتابع باهتمام وبإيجاب لطلب المجلس الانتقالي دعمه في توفير شرطة في ليبيا حسب طلب المجلس الانتقالي المقدم للأمم المتحدة.

الجمعة، 26 أغسطس 2011

بيان للتيار السلفي في ليبيا

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين و المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛

يَا أَيُّهَا النَّاسُ: «فإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا»

مما لاشك فيه أن التيار السلفي الليبي يبغض في الله الطاغية معمر القذافي لبعده عن كتاب الله وسنة رسوله الكريم ومحاربته لكل من يتبع ويتمسك بالسنة النبوية الشريفة، فمن ذا الذي يرى هذا الطاغية أو يسمع عنه ولا يضيق بذكره صدرُه؟! وقد قال تعالى: [وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ] (آل عمران/57)، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَشَدَّهُ عَذَابًا إِمَامٌ جَائِرٌ» رواه أحمد. ومن أبغضه الله زرع بغضه في قلوب عباده، وإنّ الظالم لن يفلح سعيه، ولن يوفق في أمره، قال تعالى :[إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ] (الأنعام/21و135، ويوسف/23، والقصص/ 7).

ولم يتوقف الطاغية معمر القذافي عند هذا الأمر بل قام باعتقال وتعذيب الآلاف من المسلمين المتمسكين بسنة النبوية الشريفة وخصوصاً من التيار السلفي الليبي ووصل الأمر به أن قتل الألف من التيار السلفي الليبي فاغلب قتلي مجزرة أبوسليم سنة 1996 من التيار السلفي الليبي ولم يتوقف الطاغية عند هذا الأمر بل ضيق عليهم حياتهم ومعيشتهم ومنعهم من أعمالهم ودراساتهم العليا ومن السفر أيضاً في كثير من الأحيان، فلن تجد سلفي واحد لم يتأذى منه، ومع كل جرائم الطاغية معمر القذافي بحق التيار السلفي الليبي كان التيار السلفي الليبي لا يري بالخروج عليه وإن ظلمهم، ليس حباً فيه أو خوفاً منه بل طاعة لله ورسوله وخوفاً من إراقة الدماء و وقوع المفسدة وغلبتها علي المصلحة العامة، ولكن بعد أحداث 17 فبراير 2011 والتي أشعلتها الدماء الزكية لشهداء مجزرة أبوسليم ( نحسبهم كذلك ولا نزكيهم علي الله)، ظهرت في التيار السلفي الليبي عدة أراء منها:

1. أنه لا يوجد في الشرع ما يدل على جواز المظاهرات وأن ما يحدث هو خروج علي ولي الأمر وأن كان ظالم وبيعته غير شرعية، فلا ننازعه سلطانه لأنه يؤدي إلى انعدام الأمن وقتل المسلمين ومزيد من الظلم والهرج والفوضى التي سوف تعم البلاد وهذا فساد أعظم من مصلحة الخروج علي ولي الأمر الظالم، وكذلك لعدم توفر القدرة على إزالته وعلى تنصيب مسلم مكانه والتزاما بالقاعدة الشرعية المجْمَع عليها أنه (لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه) ولأنّ الخروج عليه قد يعود عليهم بالإبادة والقضاء على الدّعوة أن ظهرت العزة له، صرنا أذلة أكثر وتمادى في طغيانه وكفره، فالمنع من الخروج على أئمة الجور والتزام البيوت وعدم الخروج إلى المظاهرات إنما كان لدفع الفتنة ومنع إراقة الدماء و حماية بيضة المسلمين، وحفاظاً علي وحدة البلاد والجماعة، وليس تسويغاً للظلم أو إقرارا للظالم على ظلمه.

2. أما الرأي الثاني فكان يرى إن المظاهرات والخروج السلمي الملتزم بالضوابط الشرعية في القول والفعل ليس بخروج علي ولي الأمر، بل هي وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي و النصح و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي تختلف من زمن إلى زمن حسب التطور العلمي والمادي والثقافي للشعوب ووعيهم بمطالبهم وتعبيرهم عنها بالطرق المتحضرة السلمية، فلكل امة لها وسائلها المتنوعة والمستحدثة في التعبير عن الرأي وتختلف باختلاف الزمان والمكان والأحوال، فقد تتخذ صورة الكتابة المباشرة إلى الهيئات المسئولة والرقابية، أو الكتابة في الصحف والمجلات، أو عبر الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة أو عبر شبكة المعلومات أو عبر رسائل الهاتف النقال، أو بواسطة الخطابة في المحافل والمنتديات والتجمعات العامة، وقد تكون سرا أو علانية بحسب وجوه المصالح واعتبار المآلات.

فالمظاهرات وان لم تكن في عهد السلف الصالح لأنه كان هناك شورى بين المسلمين، لا تدخل في مضامين عقيدة الخروج بل هي نوع من أنواع التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق الشرعية و توصيل الفكرة للحاكم بسلام دون إراقة الدماء وتخريب وتدمير للممتلكات العامة والخاصة، فالمظاهرات يدور حكمها في فلك الموازنة بين المصالح والمفاسد، ومشروعيتها مرتبطة ببقاء التظاهر بشكل سلمي و شرعية المطالب، وأن حَملَ السلاح علي المتظاهرين فمن حقّهم أن يدفعوا من صال عليهم بما يندفع به الصائل.

3. أما الرأي الثالث فكان لا يعتبر الطاغية معمر القذافي ولي أمر قانوناً وشرعاً وفق الأسباب التالية:

• أنه مغتصب للحكم في سنة 1969وحسب اعتراف وقول الطاغية بنفسه وانه تنازل عن الحكم في سنة 1977م وهو حالياً مرجعية أدبية للشعب فقط حسب تصريحاته المتكررة.

• أنه ظالم وغير عادل وخائن للأمانة وقاتل للأبرياء، قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا] (النساء/58). فالعدل أساس الحكم في الإسلام، كما أن الأمانة - بكل مدلولاتها- هي أساس الحياة في المجتمع الإسلامي، وقال: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ] (النحل/90). وقال: [وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا] (النساء/93).

• لكفره البواح حيث تم تكفيره حسب فتوى بعض العلماء في داخل ليبيا وخارجها كعلماء أرض الحرمين مثل الشيخ العلامة بن باز رحمه الله و الشيخ صالح اللحيدان وكذلك فتوى العلامة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله وهو من كبار علماء المنهج السلفي في اليمن، لذا كان الرآى جواز الخروج علي الطاغية لانتفاء الشرط الطاعة له (إلا أن تروا كفراً بواحا عندكم من الله فيه برهان) مع توفر شرط غلبة المصلحة علي المفسدة.

ومع اختلاف الآراء والاجتهادات يتفق التيار السلفي الليبي علي بيان واحد يدعو فيه إلي إقامة حدود الله والالتزام بشرعه وعلي الحفاظ علي وحدة البلاد ومصلحة كافة أفراد الشعب الليبي وعلي تبنيه لكافة حقوق الشعب الشرعية، ويدعو إلي ذرء الشر بما يزيله أو يخففه بأقل الخسائر.

ومع الإجرام القمعيّ المستخدم ضد إخواننا المتظاهرين العزل ومع الدماء التي أسالها النظام الظالم وكذا الأجسام التي مزّقها أشلاء من غير مراعاة لأدنى حرمة، ومع اختطاف الجرحي والمواطنين الأبرياء، وكذلك مع استعماله لآلته العسكرية بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية لضرب هذا الشعب الأعزل المسالم كما فعل الاستعمار الايطالي مع أجدادنا، بل وتعدّى الأمر كل الخطوط وكسر كل الحواجز بالاستعانة بمرتزقة لا يعرفون إلا القتل ومن بينهم صليبين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، في سابقة لم تحدث في التاريخ، فكانت الحصيلة لهذه التصرفات الوحشية الرعناء آلافاً من القتلى والجرحى.

عليه فلا كرامة ولا حرمة لهذا الطاغية بعد الآن، ولا يُعد في الحقيقية حاكما شرعيّا، وإنه يجب على المسلمين في ليبيا أن يكونوا صفًا واحدًا في وجه هذا الظالم، وتنحيته عن الحكم إن كان فيهم قوَّةٌ واستطاعة وبأقل الخسائر، وإيجاد حاكم مسلم يحكم بشرع الله، وكل من قاتل دفاعاً عن النفس أو لتحكيم الشريعة ولنصرة الحق وقتل فهو شهيد في سبيل الله.

ونهيب بكل الليبيين أن يحرصوا على الاجتهاد الجماعي قدر الطاقة لما فيه خدمة للدين والوطن، وأن يعملوا علي نشر العدل و إعلاء منبر السنة والقضاء على الدكتاتورية الغاشمة الظالمة، وأن ينظروا لمصالح الأمة عامة لا لمصالح قبيلة أو مدينة معينة.

والتيار السلفي الليبي يدين بشدة كل أعمال التخريب والقتل والإرهاب والحصار التي تمارس ضد الشعب الليبي الأعزل ويحذرون من سفك الدماء [مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا]، فكل من يسفك دم إنسان فلن يفلت من غضب رب العباد في الدنيا والآخرة وسوف يتحمل المسؤولية الكاملة أمام الشعب والتاريخ في مقابل أي قطرة دم تسفك بغير حق، ورحم الله كل من قْتل في هذه الأحداث الدامية وألهمنا وأهله الصبر وعظم الله أجورهم
نسأل الله عز وجل أن يهيئ لنا من أمرنا رشداً، وأن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل شر وسوء، وألا يجعل الدائرة على أهل الحق، وأن يجعل مآل أمورنا إلى خير، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يجعلنا إخواناً على الحق متراحمين، ولا يجعل بأسنا بيننا.. والحمد لله رب العالمين.

قال تعالى: [قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] (آل عمران/ 26)

التيار السلفي الليبي
طرابلس - ليبيا

الخميس، 25 أغسطس 2011

فسيفساء التيارات الاسلامية في ليبيا

يرى القيادي السابق في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، نعمان بن عثمان، أن تنظيم القاعدة يحاول منذ مدة استغلال التراب الليبي للقيام بعمليات جهادية، لكن لحد الآن لا يوجد دليل واحد على وجود القاعدة في ليبيا، وكل ما يوجد بها هم جهاديون مسلحون.
قال نعمان بن عثمان الذي يشتغل حاليا كبيرا للمحللين في مؤسسة كوليام بلندن، وردا على سؤال حول المخاوف المعلنة من سيطرة الإسلاميين المتطرفين على مقاليد الأمور في ليبيا بعد سقوط القذافي، أن ''من حق دول الجوار كالجزائر مثلا ودول العالم أن يبدوا مخاوفهم من خطر فوضى السلاح في ليبيا، وعلينا نحن الليبيين أن نثبت للجميع بأن ليبيا المستقبل لا يمكن أن تشكل أي خطر على جيرانها أو على مصالح الدول الأخرى''. وشدد نعمان بن عثمان القيادي سابقا في الجماعة الليبية المقاتلة على أن ''الجهاديين الليبيين ليسوا منضوين تحت لواء القاعدة بعد ولا يوجد دليل يؤكد وجود عناصر تابعين لها في ليبيا، لكن من جهة أخرى أؤكد سعي تنظيم القاعدة منذ مدة لاستغلال الأرض الليبية''. وأما هذا الخطر، يقول نعمان بن عثمان ''أنا أعتبر أن مواجهة تهديد تنظيم القاعدة هو مسؤولية تقع علينا جميعا، وفي ليبيا أؤكد أنها غير مرحب بها إطلاقا، ولن يسمح لها بالتواجد فيها ولا بزعزعة استقرار دول الجوار''.
اما عن فسيفساء الإسلاميين في ليبيا ''هناك جهاديون سابقون منهم أعضاء الجماعة الليبية، وهناك جهاديون شباب شاركوا في حرب العراق عام 2003 ثم عادوا إلى ليبيا، وهناك جهاديون غير مؤطرين أصلا، وهؤلاء يؤمنون بأفكار الجهاد لكنهم لم ينخرطوا في أعمال جهادية لا داخل ليبيا ولا خارجها. وإلى جانب هؤلاء يوجد الإسلاميون المؤطرون في تنظيمات غير مسلحة كجماعة الإخوان المسلمين، وفيه حركة أخرى قريبة من الإخوان تسمى حركة التجمع الإسلامي. وهناك أيضا تيار السلفية التقليدي الذي لا يؤمن أصلا بالعمل السياسي ويرى أنه بدعة، وأتباع هذا التيار متواجدون بقوة في غرب ليبيا وخصوصا العاصمة طرابلس. لدينا أيضا في ليبيا جماعة الدعوة والتبليغ، ولكن هذه الجماعة ليس لديها حضور قوي''. وبالنسبة للسيد نعمان بن عثمان فإنه ''من حيث التأثير فجماعة الإخوان هي التي لها التأثير الكبير، أما من حيث الحضور فهو للجهاديين بسبب العلميات التي يقومون بها وتلقى صدى إعلاميا، أما من حيث التواجد البشري فالأغلبية هي للسلفية التقليدية''. ويفسر المتحدث سبب الاهتمام الإعلامي بالإسلاميين في ليبيا بالقول ''ببساطة لأن الإسلاميين باختلاف مشاربهم لديهم خبرة في التنظيم والعمل السري، وهذا يستلزم أن يوضع لهم حساب في ليبيا المستقبل، فهم جزء من المجتمع الليبي، ودورهم ظهر جلي في الثورة ومدى مساهمتهم فيها، لكن أعدادهم ليس بالصورة التي تظهر في الإعلام''.
وردا على سؤال حول ما إذا كان الشعب الليبي سيرضى بحكم الإسلاميين، سجل نعمان ''مساهمتهم في الثورة ووجودهم في المجتمع الليبي لا يعني أنهم سيحكمون ليبيا، لن يسمح لهم الشعب بذلك إلا إذا اختارهم الصندوق عن طريق انتخابات حرة''.
وعن مصير السلاح المنتشر في كل مكان، قال المتحدث ''هذا موضوع حساس، هناك خطة جاهزة تقول إن كل من قاتل في الثورة ولم يكونوا من العسكريين المحترفين، ستوضع أمامهم خيارات وبرامج لإدماجهم، إما داخل الجيش الوطني أو يتم إعادة إدماجهم في المجتمع من خلال تفريغهم من الوضع التعبوي الذي هم فيه''. وبخصوص بروز اسم عبد الحكيم بلحاج أمير الجماعة الإسلامية الليبية السابق، في عملية سقوط طرابلس، قال نعمان ''بلحاج صديقي ومن الظلم ربط تحرير طرابلس بالجهاديين، لأن كل الليبيين شاركوا في تحريرها، وبلحاج كان في الواجهة بحكم خبرته العسكرية فقط''.

التيار السلفي الجهادي يعد أقوى فصيل في جسم المعارضة المسلحة الليبية

عبد الحكيم بلحاج، المعروف في الأوساط الجهادية باسم أبو عبد الله الصادق، الذي أفرج عنه سيف الإسلام القذافي شهر مارس الماضي في إطار العفو عن مساجين إسلاميين، لكنه ها هو يعود اليوم فاتحا للعاصمة طرابلس بعد ستة أشهر من الصمود.

عبد الحكيم بلحاج مقاتل سابق في أفغانستان

خريج هندسة مدنية.. ومتزوج من مغربية وسودانية

عبد الحكيم بلحاج، قائد المجلس العسكري للثوار في طرابلس، الذي ظهر كقائد لعملية تحرير العاصمة الليبية في موقعة باب العزيزية قبل يومين، كان أميرا للجماعة الإسلامية المقاتلة، التي كانت توصف بأنها متطرفة.

والجماعة الليبية المقاتلة تأسست في ليبيا في عقد التسعينات من القرن الماضي، وهي تنظيم جهادي أسسته عناصر ليبية بعد عودتها من القتال في أفغانستان. وكان يقود الجماعة الإسلامية المقاتلة من آسيا الوسطى أبو الليث الليبي أحد أبرز مساعدي أسامة بن لادن.

وبلحاج من مواليد عام 1966، وهو خريج هندسة مدنية. ومتزوج من اثنتين؛ مغربية وسودانية. وهاجر إلى أفغانستان عام 1988 مشاركا في الجهاد الأفغاني في ذلك الوقت. وبعدها طاف في عدد من البلدان الإسلامية منها باكستان، وتركيا، والسودان. وكان بلحاج اعتقل في أفغانستان وماليزيا سنة 2004، وحققت معه الاستخبارات الأميركية في تايلاند قبل أن تسلمه لليبيا في العام نفسه، ثم أطلق سراحه في ليبيا سنة 2008. وأعلن بلحاج عن نبذه العنف في 2009.

ويعرف بلحاج في أوساط التيارات الإسلامية باسم «أبي عبد الله الصادق». وتحول من رجل مطارد في الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية إلى بطل حمله الثوار لواء تحرير طرابلس.

وتعد «الجماعة الإسلامية المقاتلة» من مكونات الثورة على حكم القذافي. ويشارك قرابة 800 من أعضائها في القتال ضمن قوات الثوار، تحت قيادة عبد الحكيم بلحاج.
وتعرض الإسلاميون الليبيون، خاصة خلال العقدين الماضيين، لعمليات قمع كبيرة وتم سحق تمرد «الجماعة المقاتلة» في بنغازي عام 1995، وتم سجن 1800 من أفراد الجماعة، ولم يطلق سراحهم إلا بعد المراجعات الفكرية للجماعة سنة 2008، والتي أشرف عليها سيف الإسلام القذافي.
وكان نظام القذافي قد أفرج عن 10 من قادة الجماعة الليبية المقاتلة (ضمن الإفراج عن 214 من المحسوبين على التيار الإسلامي) في 23 مارس (آذار) 2010. وكان من بين المفرج عنهم في تلك الدفعة، بلحاج نفسه بصفته أميرا للجماعة الليبية المقاتلة، وآخرون مثل أبو المنذر الساعدي، المنظر الفكري والعقائدي للجماعة سابقا، وخالد الشريف المسؤول الأمني والعسكري للجماعة.

الأربعاء، 24 أغسطس 2011

معارض ليبي لصحيفة 'هآرتس': سنعمل على وضع حد لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة شركات سياحية إسرائيلية بدأت بالتحضيرات لتنظيم زيارات إلى الجماهيرية

نشرت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبريّة، في عددها الصادر أمس الأربعاء تقريرا مطولاً عن الأحداث الأخيرة في طرابلس، والذي قام بإعداده مراسلها، تسور شيزاف، الذي وصل إلى العاصمة الليبيّة قبل يومين. وكتبت الصحيفة على صدر صفحتها الأولى وبالبنط العريض إنّهم، أي الشعب الليبيّ، يريدون رأس القذافي، إلى جانب صورة التمثال الذي أنزله الثوار أول من أمس، خلال اقتحام باب العزيزية.
وقال المراسل إنّ ممثلين عن الثوار هم الذين وقّعوا على جواز سفره (لم يذكر ان كان جواز سفره اسرائيليا ام غربيا)، ورحبوا به قائلين له، على حد تعبيره، أهلاً بك في ليبيا الحرّة. وغالبا ما يزور الصحافيون الاسرائيليون الدول العربية حاملين جوازات سفر غربية.
علاوة على ذلك، تناول التقرير الكلمة التي ألقاها القذافي عبر إحدى الإذاعات المحلية في طرابلس والتي أكد فيها على أنّه مصمم على الانتصار أو الموت، وادعى فيها أن انسحابه من باب العزيزية كان تكتيكيا بعد قصف حلف الأطلسي للموقع 64 مرة. كما نقل مراسل الصحيفة عن أحد المتحدثين باسم القذافي، موسى إبراهيم، للإذاعة قوله إن الكتائب على استعداد للقتال لشهور وحتى لسنوات. وأضاف أن أقوال القذافي جاءت بعد ساعات من قيام الثوار باقتحام العزيزية، وبدء البحث عن المداخل السرية لشبكة الأنفاق الضخمة التي أقامها القذافي تحت الأرض، حيث تشير تقديرات مختلفة الى أنه يختبئ فيها. كما أشار إلى أن أحد التقديرات يرجح أن يكون القذافي قد توجه إلى مسقط رأسه في سرت، الواقعة بين طرابلس وبنغازي، حيث يتحصن أتباعه بعد انسحابهم من رأس لانوف، كما تطرق في التقرير إلى قيام الثوار بالسيطرة على مطار طرابلس الدوليّ وعلى الطائرة الخاصّة، التي كان يستعملها العقيد القذافي، ونقل عن أحد الثوار قوله إنّنا أمام تحديات جسام، من المسموح أنْ نفرح، ولكن علينا توخي الحيطة والحذر.
كما كشف الصحافي أنّه وصل إلى ليبيا قادما من مدينة جربة التونسية، لافتا إلى أن عشرات الصحافيين من جميع أرجاء العالم وصلوا إلى النقطة الحدوديّة، في طريقهم إلى طرابلس، وقال أيضا إنّ الليبيين شعروا بالحريّة بعد 42 عاما من الكبت، ووصف الإفطار الذي تناوله الثوار بعد الصيام قائلاً إنّ طعم التمر كان لذيذا مثل طعم الحريّة، على حد وصفه.
في سياق ذي صلة، قالت صحيفة 'كالكاليست'، التي تُعنى بالشؤون الاقتصادية والتابعة لصحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبريّة إنّ هناك وكالات سفر إسرائيلية تخطط لتسيير رحلات إلى ليبيا. وبحسب مالك وكالة السفر (تونس تورز) في أسدود جنوب الدولة العبريّة، حاييم دمري، فإنّه سيكون بإمكان المواطنين الإسرائيليين زيارة ليبيا في أيار (مايو) 2012 خلال احتفالات جربة في تونس. وتابع ديمري قائلاً للصحيفة العبريّة إنّه عقد لقاءً في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي مع السفير الليبي في تونس، وتحدث معه بشأن منح تأشيرات دخول للإسرائيليين إلى ليبيا، لافتا إلى أنّ هناك آلاف العائلات، من المهاجرين اليهود من ليبيا، يرغبون بزيارتها، وخاصة زيارة المقابر والكنس. وزاد قائلاً إنّ الرحلات الجوية من تل أبيب إلى طرابلس أو بنغازي سيكون بالإمكان تحقيقها عن طريق عمان أو القاهرة أو اسطنبول أو مالطا أو باريس.
وفي معرض ردّه على سؤال قال ديمري إنّه يحلم بتسيير حافلات إلى ليبيا عن طريق مصر في مسار يندمج فيه البحر والصحراء والساحل عن طريق الإسكندرية والعلمين. ولدى سؤاله عن إمكانية تحقيق ذلك، ردّ بالقول إنّ ذلك سيكون بعد أن تهدأ الأوضاع الأمنية، مشيرا إلى وجود فنادق وحافلات في ليبيا، وخلص إلى القول إنّ المعارضة الليبية لها علاقات مع يهود إيطاليا، وأنّه يتوقع أن يكون بالإمكان تحقيق ذلك في أيار (مايو) القادم، بحيث تشمل احتفالات جربة التونسية السفر إلى ليبيا. في نفس السياق، قال مدير (الشركة الجغرافية) دوميان يافيه إنّه من المبكر الحديث عن ذلك، وزاد أنّه يجب الانتظار إلى حين تشكيل الحكومة، بالإضافة إلى ذلك، نوه إلى أنّه في الماضي غير البعيد جرى الحديث في الدولة العبريّة، بعد احتلال العراق من قبل الأمريكيين والبريطانيين، عن تسيير رحلات إلى بلاد الرافدين، لكنّ المخطط لم يتم إخراجه إلى حيّز التنفيذ، على حد قوله.
على صلة بما سلف، نشرت صحيفة (هآرتس) العبريّة مقابلة مع من أسمته بالناطق الرسميّ بلسان المعارضة الليبية ومؤسس حزب ليبيا الديمقراطية، أحمد شباني، حيث قال إنّ ليبيا بحاجة ماسة إلى كل مساعدة من المجتمع الدولي، بما في ذلك إسرائيل، كما أشار إلى أنّ الدولة الجديدة ستعمل على وقف تهريب السلاح من ليبيا إلى قطاع غزة عن طريق مصر، على حد قوله.
يشار إلى أنّ تل أبيب كانت قد زعمت الشهر الماضي أنّ تجار أسلحة استغلوا الفوضى الأمنيّة في ليبيا وقاموا ببيع أسلحة متطورة لحركة حماس تمّ إيصالها إلى قطاع غزة عبر شبه جزيرة سيناء. أمّا عن نوعيّة المساعدة التي يريدها شباني من الدولة العبريّة فقال إنّه يتحتم عليها استغلال نفوذها الدولي لإنهاء نظام معمر القذافي وعائلته.
وقال المحلل للشؤون الإستراتيجيّة في الصحيفة، يوسي ميلمان، إنّ شباني (43 عاما) هو نجل أحد الوزراء في حكومة ملك ليبيا الذي تمت الإطاحة به في العام 1969. وفي أعقاب الإطاحة بالملك إدريس السنوسي هربت عائلته إلى لندن، وفي السنوات الأخيرة عاد إلى ليبيا ونشط في صفوف المعارضة. ولفت ميلمان إلى أنّ شباني شكّل حزبا جديدا للمشاركة في الانتخابات بعد سقوط نظام القذافي، وأنّ ثقله السياسيّ لا يزال غير واضح، مشيرا إلى أنه ظهر في عدة وسائل إعلام غربية كناطق باسم المعارضة. كما أشار المحلل ميلمان إلى أنّ اللقاء مع شباني أجري هاتفيا في مكتب المعارضة في لندن، حيث أعلن أنه ينوي التنافس على منصب في النظام الليبي الجديد بعد الإعلان عن إجراء انتخابات ديمقراطية في ليبيا. ولدى سؤال شباني، الذي يحمل الجنسيتين الليبيّة والبريطانيّة، عمّا إذا كانت الحكومة التي ستنتخب بشكل ديمقراطي في ليبيا سوف تعترف بإسرائيل، ردّ قائلاً إنّ هذه المسألة حساسة، وان السؤال هو هل ستعترف بها إسرائيل، كما قال إنّه يؤيد فكرة الدولتين لشعبين، دولة للإسرائيليين وأخرى للفلسطينيين، بحيث تعيشان بسلام وأمان جنبا إلى جنب. وأشارت الصحيفة إلى المخاوف التي طرحت في الشهور الأخيرة، مع اقتراب سقوط نظام القذافي، تضمنت زيادة نشاط جهات إسلامية متطرفة في ليبيا، وعن هذه القضيّة قال شباني إنّ الوضع بات مركبا للغاية، لافتا إلى أنّ الوضع الحالي معاكس لما كان يصرح به القذافي، زاعما أنّ تنظيم (القاعدة) تجند في الآونة الأخيرة لصالح القذافي ونظامه، كما أنّ عناصر القاعدة حاربت إلى جانبه، مشيرا إلى أنّه على الرغم من الإنجازات التي حققها الثوار، في مجال كبح جماح الحركات الإسلاميّة الأصوليّة، فإنّ الحالة ما زالت صعبة في ليبيا، كما زعم أنّهم يملكون المعلومات الموثوقة حول هذا الموضوع من الأجهزة الأمنيّة الليبيّة ومن أجهزة أمن أخرى، رفض الإفصاح عن اسمها بسبب حساسية الموضوع، على حد تعبيره. وتعقيبا على مزاعم الأجهزة الأمنيّة في تل أبيب بشأن تهريب الأسلحة من ليبيا إلى قطاع غزة قال شباني للصحيفة العبريّة إنّه سيبذل قصارى جهده لوقف هذه الظاهرة، وتابع قائلاً: سمعنا من مصادر موثوقة أنّ هذه الأسلحة تمّ تهريبها عن طريق مصر إلى غزة،هذا الموضوع يقلقنا وسنضع له حدا. وبرأيه فإنّ الحل الوحيد بعد القذافي هو تشكيل جسم تابع للأمم المتحدّة، لكي يراقب عملية الاقتراع ويضمن الديمقراطيّة، كما أنّه يقترح تشكيل لجنة لعقد الصلح بين الأطراف المتنازعة، بهدف منع عمليات الانتقام وحتى نشوب حرب أهليّة، على حد قوله.

الاثنين، 22 أغسطس 2011

كيف سقطت طرابلس

ان سقوط العاصمة الليبية لم يكن بالامر الهين في اذهان المعارضة و الغرب و ذلك لعدة اسباب اهمها ان العقيد الليبي معمر القذافي كان قد اعد تحصينات هائلة و جمع ما يكفيه من ذخيرة لحرب استنزاف طويلة الامد و كذلك فقد جمع ولاء اغلب القبائل في طرابلس و ما جاورها و حتى القصف اليومي للمدينة لم يكن بتلك القوة التي من شأنها ان تقضي على القوات الموجودة داخل المدينة وان اي سيناريو لاحتلال طرابلس لا يمكن ان يكون الا بعد قتال عنيف و لامد بعيد الا ان السيناريو الذي وقع كان مفاجئا حتى للثوار انفسهم فاكثر الناس تفاؤلا لم يكن ليتوقع انهيار طرابلس في بضعة ساعات بل ان اغلب الملاحظين كانو يتوقعون ان تتحول طرابلس الى ستالينغراد جديدة و ان تسيل الكثير من الدماء قبل تحريرها اذن ما الذي حصل بالظبط كيف انهارت طرابلس ?

لماذا لم يجد المتمردين اي مقاومة تذكر . وكيف امكن اعتقال ابني القذافي محمد و سيف الاسلام بهذه السهولة فان اعتقالهما يوحي بان الرجلين كانا مطمئنين و لم يكونا يعتقدان بان يصل الثوار اليهم هل ان في الامر خيانة.
فرضية الخيانة : لقد قال مصطفى عبد الجليل مرارا ان هناك من يدعمه من قادة طرابلس و انهم بنتظرون اللحظة المناسبة للانظمام الى الثوار كنا نعتقد ان هذه التصريحات ليست الا حربا نفسية الا ان هذا الحديث يبعث على الشك بعد سقوط طرابلس بتلك الطريقة .نعم هناك خيانة و تواطئا واضحا فكيف كان السناريو.
السيناريو المحتمل
قبل بضعة ايام من تحرك المعارضة في اتجاه طرابلس سمعنا عن مفاوضات بين المعارضين وبعض قادة النظام و رغم نفي الطرفين الا ان هناك شيئا ما يحدث نعتقد ان الصفقة قد تمت في جربة و نقاطها ان تسلم طرابلس من قادة الجيش اما المقابل فهو مجهول قد يكون مراكز قيادية في الدولة الجديدة اما التفاصيل هو عندما تقترب المعارضة المسلحة من طرابلس تنسحب القوات النظامية تدريجيا و تخلي مواقعها ليتسلمها المتمردون و هذا ما حصل بالفعل و تم الانهيار المفاجئ و قبض على الاخوين سيف الاسلام و محمد ذلك انهما لم يكونا يتوقعان هذا السيناريو بالمرة .

القذافي سقط في زمن قياسي


سقط نظام العقيد القذافي بعد مقاومة دامت أكثـر من ستة أشهر. ستة أشهر أفرغ خلالها حلف الناتو كمية هائلة من القنابل شلت قدرات القذافي القتالية. وكادت حرب الكر والفر في البريقة ومصراتة تستقر. وفجأة تحولت موازين القوة لصالح المعارضة.

دخلت المعارضة الليبية العاصمة طرابلس دون عناء كبير، وقد هيأت اللجان النائمة، التي كانت تنشط في المواقع الإلكترونية الاجتماعية، وخلايا الاستخبارات الغربية الأرضية لجر سكان طرابلس إلى الابتعاد عن العقيد الليبي. وبقي مكان تواجده هو وابنته عائشة وزوجته صفية مجهولا إلى غاية مساء أمس. وكذلك الشأن بالنسبة لرئيس استخباراته عبد الله السنوسي. وكان القذافي قد تعهد في وقت سابق بعدم مغادرة أرض ليبيا. وتعيش العاصمة طرابلس، خاصة الساحة الخضراء معقل القذافي، أجواء الفرحة العارمة يشوبها الخوف والقلق من دوي الرصاص المتواصل.
في هذه الأثناء، أعلن رئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، أن مجلسه سينتقل إلى طرابلس. كما دعا أنصاره بعدم التنكيل بالمحسوبين على القذافي، خاصة نجلي القذافي محمد وسيف الإسلام اللذين ألقي عليهما القبض ليلة الإثنين. لكن المعارضة أعطت محمدا، الابن البكر من امرأة القذافي الأولى، الأمان لأنه لم يقطع قنوات الاتصال خلال فترة التمرد، كونه يدير الاتصالات في ليبيا. وقال عبد الجليل ''أحتج على أي إعدام يتم خارج القانون''. وهدد بالاستقالة في حالة وقوع تجاوزات في حق المدنيين. واعترف بحدوث حالات تصفية حسابات بعد الزحف على طرابلس والمدن الأخرى. وشهدت نقاط التفتيش في طرابلس مشاهد رعب، حيث يقوم مسلحون بتفتيش السيارات بطريقة عنيفة.
كما شهد حي باب العزيزية، مقر إقامة القذافي، اشتباكات ضارية حتى مساء أمس، بين أنصار القذافي والمتمردين. ونفت مالطا استقباله، بل هددت بتسليمه إلى المحكمة الدولية إذا وطأت قدمه أرض فاليتا. وفندت كل من الجزائر وجنوب إفريقيا خبر لجوء القذافي إليها.
كما تأكد فرار الوزير الأول البغدادي رفقة مدير التلفزيون الليبي إلى تونس. وأعلنت المعارضة في وقت لاحق عن قطع البث للتلفزيون الرسمي بعد السيطرة عليه من طرف المتمردين.
لكن عبد الجليل يقول إنه يريد القذافي حيا وأنه سيحاكم في ليبيا ولن يسلمه إلى المحكمة الدولية.. بينما أعلن المدعي العام للمحكمة الدولية عن طلب نقل سيف الإسلام إلى لاهاي لمحاكمته، وأن المحادثات جارية مع المجلس الانتقالي في الموضوع.
أما فرنسا، التي كانت الأكثر تشنجا على القذافي، منذ بداية الأحداث، فدعت إلى اجتماع مجموعة الاتصال بباريس غدا لوضع أسس النظام الجديد الذي سيبقى مدينا للحلفاء الذين ساعدوه على إسقاط النظام السابق. واستقبل الرئيس ساركوزي أمس محمود جبريل، رئيس المجلس التنفيذي للمعارضة الليبية بقصر الإليزي.
وبالمناسبة نفى عبد الجليل فرضية فتح قاعدة للناتو بليبيا، مبعدا الشكوك التي تراود منتقديه في فتح أبواب ليبيا على مصراعيها أمام دول التحالف، بعد إسقاط النظام القائم وتأسيس نظام جديد بسيادة مبتورة.


كرونولوجيا سقوط القذافي

؟ الأربعاء 15 فيفري: وقعت حادثة عابرة في بنغازي، حيث تم توقيف أحد مناضلي حقوق الإنسان يدعى فتحي تال، فخرج حوالي مائة شخص يطالبون بإطلاق سراحه، فنشبت مواجهات مع قوى الأمن ليلة الأربعاء في ساحة الشجرة، تلتها مشادات أخرى بيضاء، سقط فيها قتيلان.
؟ الخميس 17 فيفري: المعارضة تدعو إلى ''يوم الغضب''، ويأمر القذافي بقمعها. ثم تلتها احتجاجات سريعة في بنغازي سقط فيها سبعة أشخاص، وأخرى في البيضاء والزنتان، لتمتد الاحتجاجات إلى أماكن أخرى.
؟ الأربعاء 23 فيفري: المعارضة تحاول التقدم نحو أجدابيا، بعد استيلائها على مخازن الأسلحة ببنغازي. فاتهم القذافي المتمردين بولائهم للقاعدة. فيما تحدثت الأمم المتحدة عن رقم ألف من الضحايا.
؟ السبت 26 فيفري: مجلس الأمن يفرض حظر بيع الأسلحة، ويمنع 16 من حاشية القذافي من السفر.
؟ الاثنين 28 فيفري: الاتحاد الأوروبي يعلن بدوره عن عقوبات على ليبيا، ويمنع 27 شخصا من السفر إلى أوروبا.
؟ السبت 5 مارس: الإعلان عن تأسيس المجلس الانتقالي ببنغازي.
؟ الخميس 10 مارس: فرنسا تعترف بالمجلس الانتقالي.
؟ الخميس 17 مارس: مجلس الأمن يصدر لائحة الحظر الجوي على ليبيا، بعد تزكية مجلس التعاون الخليجي، ثم الجامعة العربية.
؟ السبت 19 مارس: الحلفاء يشرعون في قصف ليبيا.
؟ الاثنين 28 مارس: قطر تعترف بالمجلس الانتقالي. ويعلن الحلفاء من لندن عن تشكيل ''مجموعة الاتصال''.
؟ الأحد 10 أفريل: القذافي يوافق على مضمون خارطة الطريق التي عرضها عليه الاتحاد الإفريقي.
؟ الأربعاء 20 أفريل: بريطانيا وفرنسا وإيطاليا يبعثون خبراء سياسيين إلى بنغازي.
؟ السبت 30 أفريل: مقتل سيف العرب القذافي وثلاثة من أبنائه في قصف الناتو على بيته.
؟ الأربعاء 11 ماي: المعارضة تستولي على مطار مصراتة.
؟ الأربعاء 1 جوان: الناتو يمدد مهمته في ليبيا، ويشدد القصف على طرابلس.
- الخميس 9 جوان: اجتماع مجموعة الاتصال بأبو ظبي لتمويل المعارضة الليبية.
؟ الاثنين 27 جوان: المحكمة الجنائية تصدر أمر التوقيف ضد القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس استخباراته عبد الله السنوسي.
؟ الخميس 14 جويلية: القذافي يدعو أنصاره إلى الزحف نحو بنغازي لتحريرها، ويعلن عن عدم مغادرته التراب الليبي.
؟ الجمعة 15 جويلية: مجموعة الاتصال تعلن من اسطنبول التركية اعترافها بالمجلس الانتقالي.
؟ الخميس 28 جويلية: عبد الفتاح يونس يُقتل في ظروف غامضة.
؟ الأحد 14 أوت: المعارضة تهاجم مدينة الزاوية.
- الثلاثاء 16 أوت: حديث عن مفاوضات بتونس.
؟ الإثنين 22 أوت: المعارضة تدخل طرابلس وتعتقل نجلي القذافي، محمد وسيف الإسلام. تلتها اشتباكات في باب العزيزية.

الأحد، 21 أغسطس 2011

القاعدة تحضر للحرب على فرنسا بعد سقوط القذافي

تكشف تقارير استخباراتية متداولة بين مصالح أمن دول الساحل استنادا لمعلومات قدمها أعضاء قبائل، وأخرى قدمها عملاء من أبناء المنطقة مدسوسون يعملون لصالح دول المنطقة، تتحدث عن استعداد القاعدة للحرب على فرنسا تحضيرا لمرحلة ما بعد القذافي.
تضمنت التقارير الاستخباراتية المتداولة نقلا عن المعلومات التي قدمها أبناء قبائل جنوب ليبيا وشمال النيجر ومصادر أخرى بالحدود التونسية-الليبية، عن تشكيل مجموعات مسلحة بالزي ''الجهادي'' لعناصر تنظيم القاعدة تتحصن في مواقع غير ثابتة بأكثـر من خمسة محاور في تونس وليبيا والنيجر، مدعومة بمختلف الأسلحة الخفيفة ونصف الثقيلة والصواريخ والقاذفات.
وتتواجد المحاور التي تتحرك عليها المجموعات التي تضم في مجموعها أزيد من 250 عنصرا، على طول الحدود المصرية-الليبية جنوبا على بعد يتراوح بين 100 و300 كيلومتر عن معبر السلوم البري شرقا، بين ليبيا ومصر. وتضم المجموعة المتواجدة على طول هذا المحور بحسب ذات التقارير، عددا من ''الجهاديين'' يتزايد عددهم من يوم لآخر.
ويرجح أن تكون هذه المجموعة التي حاولت تمرير أسلحة إلى مصر على متن سيارة رباعية الدفع، حجزها الجيش المصري على عمق 90 كلم في أراضيه، وأعلن رسميا حجز الكمية وإفلات المهربين.
أما المحور الثاني فتحدثت أنباء عن تحوله إلى مسارات ومسالك، تتحرك فيه مجموعة من السجناء الإسلاميين المتمردين ضد نظام القذافي والمنضوين تحت لواء إحدى الميليشيات التي قاتلت إلى جانب الثوار الليبيين ضد قوات القذافي. وتتشكل هذه المجموعة مما يزيد عن 80 عنصرا، وتتنقل على متن سيارات ستايشن محملة بصواريخ سام''7 وهي صواريخ ''أرض جو'' بالإضافة إلى رشاشات.
وتتخذ المجموعة من مسالك مؤدية إلى التراب النيجري، وأخرى متاخمة للحدود الجزائرية-الليبية مسارات لتحركاتها بين مخابئ صخرية. فقد لوحظت المجموعة المسلحة أكثـر من مرة تجوب مسالك حدودية جانبية داخل التراب الليبي على بعد 100 كيلومتر من الحدود الجزائرية، في الخط الموازي للطريق الرابط بين ''غاث'' الليبية والمعبر الحدودي الجزائري ''تينالكوم''.
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، لاحظ بدو رحل ورعاة وأبناء قبائل عرب التوارق شمال النيجر، هذه المجموعة وهي تخترق الحدود الليبية باتجاه الأراضي النيجرية في شكل قوافل باتجاهات مجهوله، سرعان ما تعود إلى الظهور فيما يوحي بأنها في دوريات استطلاعية أو ترصد، وأن هناك مخابئ مجهولة لهذه المجموعة.
وتوجد على طول الجبل الغربي ''جبل نفوسة'' على الحدود التونسية-الليبية، مجموعات يزيد عددها عن 150 من عناصر تنظيم القاعدة، وآخرين من الثوار المتمردين والملتحقين بتنظيم القاعدة حديثا. هذه المجموعات تتحصن ليس بعيدا عن مكان تواجد قوات فرنسية خاصة مثلما جاء في تصريح سيف الإسلام القذافي لـ''الخبر''، حيث كشف عن وجود قوات فرنسية خاصة هناك، ولعل هذا ما استقطب مجموعة ''الجهاديين'' الأكبر عددا حسبما تناقلته الشهادات، حول باقي المجموعات ليس فقط من حيث العدد، بل من حيث العتاد الحربي الذي بحوزتهم.
من جهة أخرى، وإن اتفق موقف تنظيم القاعدة وفرنسا في طلب رأس القذافي، غير أن سقوطه سينهي حربا ويبدأ أخرى على القاعدة داخل ليبيا، وفي كل دول الساحل وهي حرب يواجه بسببها الإليزيه انتقادات حادة من معارضي الحرب على ليبيا داخل الأجهزة الاستخباراتية التي ترى في أن فرنسا ستدخل حربا مفتوحة ضد القاعدة تصبح فيها أرواح رعاياها واستثماراتها على كف عفريت، ولم يبق سوى ضمان بترول الليبيين لتمويل الحربين وجني أرباح الملجأ الوحيد الذي يبرر به ساركوزي حربيه الحالية والقادمة.

الباحث في الجماعات الإرهابية الدكتور محمد ظريف لـ''الخبر''
''القاعدة في الساحل فقدت هويتها الجهادية وأستبعد دخولها في حرب مفتوحة''
l استبعد الدكتور محمد ظريف الباحث المغربي المتخصص في شؤون الجماعات ''الجهادية''، في تصريح لـ''الخبر'' أن تدخل القاعدة في حرب مفتوحة مع فرنسا أو أي قوة أخرى على اعتبار أن هذا ليس ضمن الهوية الجهادية التي تتبناها. موضحا بأن هوية التنظيم في عمله المسلح ''ترتكز على العمليات الانتحارية التي يصعب مراقبتها ووقعها أقوى تأثيرا، وهي عمليات لا يمكن أن تتم إلا في المدن وليس في صحاري خالية''. لكن وبرأي محدث ''الخبر'' فإن كتائب الساحل الإرهابية تخلت عن هذا النهج بعد إجبارها على اتخاذ الصحاري معاقل لها، بعد نجاح الجزائر في إبعاد عناصرها إلى هناك، وهنا تحول نشاطها إلى الاختطافات التي عادة ما تتم بطرف ثالث. ورجح المختص المغربي أن تكون القاعدة في الساحل ''بصدد إعادة النظر في طريقة نشاطها في منطقة الساحل، وتبني بعض الثوار الليبيين للفكر الجهادي لا يعني أنهم من أتباعها، ولاسيما أن ليبيا أصبحت سوق سلاح يستهوي تنظيم القاعدة ومبادلات كهذه تجارية محضة'' .

الجمعة، 19 أغسطس 2011

مظاهرات في تونس تطالب بوقف تمرير السلاح القطري إلى ليبيا

19-08-2011
احتج عشرات التونسيين في جنوب البلاد، وتحديدا في مدينة مدنين على الطريق المؤدي إلى الحدود التونسية-الليبية، على ما يجري من تدخل قطري في التراب التونسي. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب الحكومة التونسية المؤقتة بموقف حازم تجاه ما أسموه ''تمادي السلطات القطرية في انتهاك حرمة تونس'' من خلال الاستمرار بنقل العتاد الحربي للمعارضة المسلحة الليبية.

قال الناشط السياسي صالح التايب المقيم في مدينة مدنين، 480 كيلومترا جنوب شرق تونس العاصمة، في اتصال هاتفي مع وكالة يونايتد برس انترناشيونال ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، إن ''أكثـر من 150 شخصا تجمعوا الليلة الماضية أمام مقر محافظة مدنين بوقفة احتجاجية على ''تمادي قطر بانتهاك السيادة الوطنية''. وأشار التايب إلى أنه قدم إلى محافظ المدينة دعوة ملحة ''لتوضيح طبيعة التواجد القطري بجنوب البلاد، ووضع حد لمحاولات قطر جعل جنوب تونس ممرا للأسلحة ومعبرا للمقاتلين، وساحة لتصفية حساباتها مع النظام الليبي''. وأوضح التايب أن سكان بلدة ذهيبة المحاذية للحدود مع ليبيا، يتهمون الحكومة بالتواطؤ مع قطر التي كثفت عمليات نقل الأسلحة إلى المعارضة الليبية المسلحة عبر المنفذ الحدودي الذهيبة ووازن. وطالب المشاركون في المظاهرة قوات الجيش التونسي المنتشرة في المكان بالتدخل خصوصا مع''إقدام المعارضة الليبية المسلحة على زرع ألغام داخل الأراضي التونسية''.
ميدانيا، تقول المعارضة المسلحة إنها سيطرت على مدينة الزاوية تقريبا بشكل كامل، وأنها تتقدم نحو العاصمة طرابلس، في حين أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم عن سيطرة الجيش ''بالكامل'' على مدينة البريفة شرق البلاد فيما ''لا تزال المواجهات مستمرة'' مع المتمردين في مدن أخرى. وفي مصراتة قال المتحدث إن ''القوات المسلحة الليبية مازالت تحتفظ بمواقعها داخل مصراتة، وأنها تواصل التمشيط فيما لا تزال بعض فلول العصابات المسلحة متواجدة في الأطراف المتاخمة لتاورغاء ومقاومتها مستمرة''، على حد تعبير إبراهيم. دبلوماسيا، نفى مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا، عبد الإله الخطيب، أن يكون قد أجرى بتونس مفاوضات مع مسؤولين من الحكومة الليبية والمجلس الانتقالي التابع للمتمردين الليبيين، مؤكدا في الوقت ذاته استعداده للتوجه إلى طرابلس وبنغازي قريبا للتباحث مع طرفي النزاع. وأشار الخطيب إلى أن زيارته لتونس ''تندرج في إطار التشاور مع المسؤولين التونسيين بشأن الأزمة في ليبيا، وخاصة أن تونس دولة تأثـرت جراء هذه الأزمة ولها مصلحة في استقرار الوضع بليبيا''. اقتصاديا، أكد الخبير النفطي روس كاسيدي من شركة ''وود ماكنزي'' وهى شركة المتخصصة في مجال صناعات الطاقة والتعدين أن ''ليبيا بحاجة إلى ثلاث سنوات على الأقل للعودة إلى مستوى الإنتاج النفطي الذي كانت عليه قبل اندلاع النزاع قبل ستة أشهر، والبالغ 6 ,1 مليون برميل يومياً''.

الأحد، 14 أغسطس 2011

مساع قيادات الجبهةالاسلامية للإنقاذ ، لعقد مؤتمر

أعلن علي بن حجر، أمير تنظيم ما يعرف بـ''الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد''، في حوار للموقع الإخباري ''كل شيء عن الجزائر'' نشر أمس، عن مساعٍ مع قيادات جبهة الإنقاذ المحظورة منهم عباسي مدني وعلي بن حاج، لعقد مؤتمر ''يقرر الاستمرار بنفس الهيكل والقيادة أو الانطلاق بثوب جديد''، وأوضح بأن الأمر لا يتعلق ببعث الحزب المحظور أو إنشاء حزب جديد.

ورفض بن حجر دعوة جاب الله لمناضلي الفيس الانخراط في حزبه الجديد جبهة العدالة والتنمية، ''لأن الجبهة الإسلامية للإنقاذ، حسب قوله، ''لا تزال بقياداتها وإطاراتها ومناضليها موجودة في الساحة ولا يمكن تجاوزها''. وأضاف أنه من حق أمير الايياس مدني مزراف إنشاء حزب جديد.

وفي سياق متصل، انتقد بن حجر عمل لجنة المصالحة الوطنية، مشيرا إلى أن ''الذين كلفوا بها، أشخاص أثبت الزمن فشلهم وعجزهم عن القيام بمثل هذه المصالحات منذ حوار 1994، كما أن الحوار الذي يستثني ممثلي المعارضة الحقيقية والفاعلة حوار محكوم عليه بالفشل مسبقا''.

وبرأيه فـ''الحل الصحيح والمصالحة الحقيقية تستلزم إشراك جميع الأطراف دون استثناء وبرجال يمثلون المعارضة الحقيقية الفاعلة والمعتدلة والشخصيات المهمة في الحياة السياسية، واستعراض جميع المبادرات التي قدمت لحد الآن مثل مبادرات قادة الجبهة والسيد مهري وآيت أحمد وغيرها، ويمكن بمشاركة الجميع دراسة أحسن السبل للخروج بحل سياسي يرضي الجميع ويمهد لانتقال السلطة سلميا دون اضطراب ولا فوضى''،

لأن الوقت حان، حسب قوله، لتلافي العاصفة التي اشتعلت في الدول العربية، حيث ثارت الشعوب.. وإذا لم يقرأ المسؤولون في الجزائر هذه الثورات قراءة سليمة صحيحة فستجرفهم رياح التغيير حتما أحبوا أم كرهوا''.

الأحد، 7 أغسطس 2011

سيكولوجيا الثورة التونسية

. قصة رمزيه : كان هناك حصان يدور في ساقية ، يدور ويدور ويدور , منذ عرف نفسه , ويدير معه خشبة الساقية، كان لا يعرف سوى هذه الخطوات ، كان قد مل في أول الأمر ثم ألفه وتعود عليه ثم أحبه وربما مل هذه الحركة يوما ما لكنه لم يفكر قط كيف سيكون الحال لو تركها ؟؟ ربما وجد بعض الماء أو الطعام في طريقه، كان يرى الطريق دائما نظيف في نظره رغم أنه قد يتسخ ، فجأة لاحظ أنه بدأ يضع أقدامه في أماكن غير نظيفة ليست كما إعتاد! فسأل نفسه: ما الذي جعل القاذورات تتواجد في طريقي ؟ إستاء ، ارتفعت القاذورات وازدادت ، أين الراعي ؟ لم لا ينظف الطريق؟ ولكنه بقي يدور ويدور ! أصبح الحصان يجد صعوبة في إيجاد العشب ليأكله وبدأ يضعف ! يريد طعاما ! في كل يوم يزداد ضعفا وغوصا في القاذورات ، سأل نفسه : هل سأخرج يوما ما ؟ هل سأترك هذا الدوران ؟ لماذا الوضع حولي يزداد صعوبة ؟ أي واقع أعيش ؟ أكاد أختنق ! حتى متى يبقى هذا الحال ؟ لكنه لم يفكر لحظة أن يتوقف عن هذا الدوران ... وفي يوم ما وفجأة انكسرت العصا التي تربطه بمحور الساقية ! قال لنفسه : لقد جاء الفرج .. سأخرج من هذا السجن ... لابد أن أتوقف ... سأتوقف عن الدوران ... سوف أخرج ... سوف أتوقف ... سوف أخرج ... حدث نفسه كثيرا وهو ما يزال يدور ! ماذا؟ أتوقف؟ سأموت لو توقفت لأني لم أتعود أن أخرج! وبقي يدور !! هل خرج من النظام الذي يعيش فيه؟!!! هل تغير؟!!! الانسان يخاف من التغيير وربما خسر كثيرا من الثبات ونحن ربما فقدنا كثيرا بسبب انحصارنا في أنظمتنا ! وربما ظن البعض أنه سيعاني إذا خرج! فلسفة التنقل تعتمد على نقل الوعي