الجمعة، 23 سبتمبر 2011

حقيقة القاعدة في ليبيا

ظهر شريط منسوب للرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في نوفمبر 2007 وهو يقول إن تنظيما ليبيًا قد التحق بتنظيم بالقاعدة.

وفيه دعا الظواهري من أسماهم بالمجاهدين إلى إسقاط زعماء دول المغرب العربي وهي ليبيا وتونس والجزائر والمغرب. وقال :"تشهد الأمة المسلمة خطوة مباركة طيبة، ها هي كوكبة من أفاضل الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا يعلنون انضمامهم لجماعة قاعدة الجهاد استكمالا لمسيرة إخوانهم".

كما عرض الظواهري في التسجيل متحدثا آخر قال إن اسمه الحركي هو أبو الليث، وأنه زعيم الجناح الليبي لتنظيم القاعدة، حيث أعلن الأخير التحاق التنظيم الليبي للقاعدة.

وكان التنظيم الملتحق بالقاعدة، وهو الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا، قد أعلن عن نفسه أول مرة عام 1995 وقال إن هدفه هو الإطاحة بنظام حكم الزعيم الليبي معمر القذافي. وقد وقعت مواجهات بين أفراد التنظيم وقوات الأمن الليبية لعدة أعوام، إلا أن العديد من زعمائه اعتقلوا في ليبيا والخارج.

وقد أضيفت الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا في عام 2001 إلى قائمة الأمم المتحدة للأفراد والمؤسسات المنتمية أو المرتبطة بتنظيم القاعدة.

ولكن الأكثر غرابة أن فزاعة القاعدة التي أشاعها القذافي ونجله جاءت في أعقاب سلسلة مفاوضات سلام بين الطرفين، نتج عنها إطلاق سراح عدد من هولاء (!) .. فنجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي كان قد تولى فتح ملف الجماعة المقاتلة، وقاد معهم حوارات مطولا بداية منذ عام 2007 عبر وساطات من بعض الدعاة، على رأسهم الدكتور علي محمد الصلابي، أسفر عن نشر الجماعة مراجعاتهم الفكرية التي كانت مقدمة لبداية الإفراج عن معتقلي الجماعة شيئا فشىء.

وقد أعلن هو (سيف الإسلام) في مارس الماضي 2010 : "الدولة الليبية تعلن إطلاق 214 سجينا من الجماعات الإسلامية، بينهم 100 عنصر لهم علاقة بالمجموعة الموجودة في العراق و34 عنصرا من عناصر الجماعة الإسلامية المقاتلة".

وأوضح أن بين المفرج عنهم ثلاثة من قياديي الجماعة الإسلامية المقاتلة هم عبد الحكيم بلحاج أمير التنظيم، وسامي السعدي المسئول الشرعي، وخالد الشريف القائد العسكري والأمني للجماعة. وذكر أنه "تم إطلاق سراح 705 إسلاميين منذ بدء البرنامج، ولا يزال 409 آخرين في السجن من بينهم 232 شخصا قد يطلق سراحهم في الفترة المقبلة".

ولكن مع اندلاع الثورة الشعبية في فبراير 2011 والحاجة لتحميل جهة ما مسئولية ما جري بهدف صرف الأنظار عن حقيقة أنها ثورة شعبية، لم يكن هناك أنسب من اتهام تنظيم القاعدة بأنه وراء الأحداث، ومخاطبة الغرب – عبر رسائل القذافي ونجله الخطابية – أن إنهاء حكم العقيد ونجله معناه سيطرة القاعدة علي ليبيا ونشوء إمارات إسلامية علي ضفة المتوسط تنقل الإرهاب لفرنسا وإيطاليا وكل أوروبا فضلا عن السيطرة علي نفط ليبيا !.

وجاء اختيار القذافي لـ (القاعدة) تحديدا لا الإخوان مثلا – كما فعل بن علي ومبارك – لأنه تنظيم مسلح له عداء وثأر مع الغرب، كما أن فرنسا أعلنت لتوها دخولها في حرب مع هذا التنظيم الذي قتل رهائن فرنسيين في النيجر .

ففرنسا اتخذت في أغسطس 2010 الماضي قرارا بالدخول في حرب مفتوحة على "القاعدة" في الشمال الأفريقي بعد مقتل الرهينة الفرنسي ميشيل جرمانو ردا على غارة عسكرية فرنسية موريتانية مشتركة ضد مسلحين متشددين، وبرغم أن الهدف الفرنسي ربما يكون لعبة الاستراتيجية ومحاولة لمزاحمة الوجود الأمريكي في قارة كانت محسوبة تاريخيا على باريس، فهذا القرار يخدم نوايا القذافي بعدما أعلنت فرنسا أنها تريد خنق "القاعدة" في صحراء مالي والنيجر وموريتانيا والجزائر .

فمثلما لم تجد باريس حلا لتعطي مشروعية لعودتها إلى أفريقيا سوى ملف "القاعدة" والغيرة على "أمن المنطقة" باعتبارها الحزام الذي يحمي أوروبا أو يغرقها في الأزمات، لم يجد القذافي وشركاه حلا للهرب من سقوط حكمه والاستعانة بخدمات الغرب لمنع انهيار حكمه سوي فزاعة القاعدة، التي ثبت أنها هي وفزاعة الإسلاميين عموما شماعة فاشلة للنجاة من بركان الثورة الشعبية .

وبرغم التحذيرات من القذافي ونجله والخارجية الليبية أن تنظيم القاعدة المسلح وزعيمه "أسامة بن لادن" يهدف لإقامة "مركز لهذا التنظيم في ليبيا، بدلا من أفغانستان وباكستان والاستدلال علي هذا بظهور ما سمي بـ(إذاعة إمارة البيضاء الإسلامية) في مدينة البيضاء التي حررها الثوار، فلم يكترث الغرب كثيرا لهذا .

ففي العام الماضي وعندما قام تنظيم القاعدة في المغرب العربي – بخلاف الجماعة الليبية المقاتلة – بثماني عمليات خطف في غضون ستة أشهر ووافقت بعض الدول علي دفع فدية، ذكرت صحيفة “فانكوفر صن” الكندية” أن أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي موسي (موسى كوسا) قال إن”الفدية” التي دفعت للإفراج عن اثنين من الدبلوماسيين الكنديين المخطوفين لدى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قد زادت من قوتها في أفريقيا.

وقال كوسا - وفقا لبرقية دبلوماسية أمريكية نشرتها ويكيليكس- إن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تعمل على توسيع نفوذها في حزام الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا، ووصف كوسا عملية دفع الفدية بأنها “مؤسفة وزيادة فقط على قوة القاعدة”.
وجاءت تصريحات كوسا وفقا لبرقية دبلوماسية أمريكية مؤرخة في عام 2009 والتي نشرتها موقع “ويكيليكس”، بشأن الإفراج عن الدبلوماسيين الكنديين المخطوفين وهما “لوي غواي” و”روبرت فاولر” الذي كان قد عين مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة إلى النيجر في ديسمبر عام 2008، واللذين بقيا محتجزين قرابة “130″ يوماً لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قبل أن يطلق سراحهما.

فالغرب لا يزال يتشكك في نوايا نظام القذافي ولا يبقي علي التعاون معه سوي لضمان تدفق النفط، وعندما تبين لهم أن قسما كبيرا من حقول النفط تسيطر عليه القبائل المؤيدة للثورة ضد القذافي، وأن حكم القذافي يترنح والرهان عليه خاسرا لم يهتموا لحديثه عن فزاعة القاعدة لأن خطر القاعدة في ليبيا ليس أقل من خطرها في المغرب العربي ككل، وهم يدركون أن التدخل لن يكون ضد القاعدة إنما ضد الشعب الليبي الذي ثار لينال حريته وكرامته من أقدم حاكم عربي ظل في مقعده 42 عاما !.

الخميس، 15 سبتمبر 2011

القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد تستهدف طائرات نقل

تضمنت رسالة إلكترونية أرسلتها أجهزة الأمن الأمريكية، على مستوى سفارات دول الساحل والمغرب العربي، ووصلت نسخة منها إلى الشركات الأجنبية المتواجدة في الجزائر، تحذيرا من استهداف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي طائرات نقل الطواقم العاملة في حقول البترول، باستعمال صواريخ ''سام ''7 و''سام ,''5 بعد تأكد المعلومات حول حيازة التنظيم عددا كبيرا منها وتحضيرها لاستهداف الشركات البريطانية والأمريكية تحديدا.
وقالت مصادر ''الخبر'' إن التحذير، الذي حملته الرسالة الإلكترونية، تضمن ما يشبه تبرئة الذمة مما قد يحدث لرعايا الشركات البترولية العاملة في صحاري دول الساحل، في إطار مخطط تنظيم القاعدة لضرب تلك الشركات وتحديدا الطائرات التي تنقل الفنيين والإطارات بين الحقول، سواء المؤجرة منها أو تلك التي تأتي مباشرة من الدول الأصلية للشركات العاملة في المنطقة.
ومن بين ما ورد في الرسالة الإلكترونية التي وصلت إلى الشركات الأجنبية وأبلغت شركات الحراسة والتأمين بها، أن ''الخطر الذي يتهدد الشركات البترولية هو ضرب الرعايا أكثـر منه ضرب الحقول، وهذا من خلال عمليات مخطط لها بقصف تلك الطائرات التي تعرف أماكن هبوطها فيما يسمى ''أرضيات الهبوط المهيأة'' بالقرب من الحقول البترولية''.
وأضافت مصادرنا بأن من بين الشركات التي وصلتها الرسالة الإلكترونية وأبلغتها بدورها للشركات الخاصة التي تضمن حراستها في الجزائر، هناك شركة بريطانية رائدة في مجال التنقيب عن المحروقات وأخرى أمريكية بنفس المستوى.
وزرعت رسالة التحذير ما يشبه حالة استنفار وذعر في أوساط الشركات التي لها مشاريع تنقيب في الجزائر وشمال مالي والنيجر، وحتى الشركات التي سطرت للاستقرار في ليبيا تكون قد قررت مراجعة حساباتها، على اعتبار أن التنظيم حول الأراضي الليبية إلى معقل له، ما يجعل التهديد قائما بنفس الدرجة في دول الجوار، رغم علاقة الغرب، من خلال الناتو، مع المعارضة المسلحة الليبية.
للإشارة، فإن ''سام ''7 و''سام ''5 هي صواريخ أرض - جو روسية الصنع مداها يتجاوز 40 كلم، وبإمكانها ملاحقة أهدافها من خلال اشتغالها على الأشعة المنبعثة من محركات الطائرات، ما يجعل الطيران المدني في متناولها عكس الطيران العسكري المجهز بوسائل التمويه والاعتراض.

السبت، 3 سبتمبر 2011

سيطرة مقاتلو تنظيم القاعدة غلى طريق استراتيجي جنوب ليبيا

ظهر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب هذه الأيام وللمرة الأولى بشكل علني في أقصى جنوب ليبيا، حيث سيطر على طريق محوري يربط الحدود الجزائرية والنيجرية والليبية لعدة ساعات وفتش السيارات.

نشب قتال عنيف مجددا بين أفراد من قبائل تارفية ومسلحين موالين للمجلس الانتقالي في ليبيا، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، ولجوء أسر من توارف ليبيا إلى الحدود الجزائرية عند منطقة ''تانوس'' جنوب جانت.
وسيطر مقاتلون يرتدون الزي الأفغاني ويحملون رايات سوداء تحمل عبارة ''لا إله إلا الله'' لعدة ساعات على طريق استراتيجي يربط بلدة العوينات وبلدة غات أقصى جنوب ليبيا، ويوصل هذا الطريق إلى الحدود النيجرية عبر ممرات تخترق عرق مرزوق.
وفرض مسلحون ملتحون منطقهم، قدّر شهود عيان عددهم بأكثر من 40 شخصا يرتدون الزي الأفغاني، ويتكلم عدد منهم الحسانية والعربية، على طريق مهم في أقصى الجنوب الغربي في ليبيا يربط بين بلدتي العوينات وغات وفتشوا السيارات وجردوا مواطنين ليبيين من أسلحة خفيفة وعملات أجنبية وحلي. وكشف مصدر أمني بأن لاجئين ليبيين اخترقوا الحدود أكدوا بأن مسلحين يرتدون الزي الأفغاني فتشوا عدة سيارات وشاحنات واستولوا على أموال وحلي ذهبية وأمتعة من تجار وأصحاب سيارات وشاحنات. وسألوا المسافرين عن أوضاع المدن الليبية وأماكن تواجد القوات الموالية للقذافي وكذا المعارضين، ووجه أحد قادتهم كلمة للمسافرين بعد تجميعهم. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن عدد المسلحين كان كبيرا وفاق الأربعين شخصا وكانوا على متن سبع سيارات ذات دفع رباعي بعضها مجهز برشاشات ثقيلة. ويعد هذا الظهور العلني الأول لمسلحي تنظيم القاعدة في جنوب البلاد الليبية، وتعتقد مصالح الأمن أن أفراد تنظيم القاعدة ينصبون الكمائن لقوات القذافي وقوات المجلس الانتقالي من أجل الاستيلاء على السلاح والمؤن. ويعد هذا هو الظهور العلني الأول لمسلحي تنظيم القاعدة في ليبيا، وتشير معلومات متوفرة لدى مصالح الأمن الجزائرية المتابعة لملف تنظيم القاعدة في الساحل إلى أن ما لا يقل عن 50 من مسلحي كتائب الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، يوجدون منذ عدة أشهر في ليبيا، حيث شاركوا في تدريب سلفيين ليبيين.
من جهة أخرى، قال شهود عيان ليبيون وصلوا إلى منطقة ''تانوس''، جنوب جانت، فروا من قتال نشب هناك بين مسلحين توارف وقوات موالية للمجلس الانتقالي، إن مسلحين يرفعون أعلام المجلس الانتقالي قتلوا دون محاكمة عددا من ضباط وأفراد الجيش الليبي، رغم أن هؤلاء لم يبدوا أي مقاومة، وكان من بين القتلى أفراد ينحدرون من عائلة ''سمالي'' التارفية. وقد دفعت تصرفات المسلحين بعض العناصر المنتمين إلى قبائل تارفية لحمل السلاح والتصدي للمسلحين. وقال ''دقنان بشير''، وهو ليبي لجأ إلى جانت قبل أيام، إن بعض المسلحين الذين اقتحموا غدامس لم يكونوا من أهل المدينة وبحثوا عن الموالين للقذافي في كل مكان في المدينة ثم قتلوا بعض الضباط، ويدعى أحد القتلى ''إيفتنت جمال''، وهو ضابط في الجيش الليبي قتل قرب بيته في مدينة غات''، حسب المتحدث. وتشهد مناطق الحدود الجزائرية الليبية حالة فوضى كبيرة، وتتواصل الاشتباكات بين مسلحين أعلنوا الولاء للمجلس الانتقالي وبين فلول القوات النظامية الموالية للقذافي وقبائل التوارف التي تعرضت لاعتداءات من طرف مسلحين في مناطق القطرون وغدامس وغات. وفي اتصال هاتفي قال السيد بلوجة عبد الرحمن، وهو ليبي لاجئ وصل إلى جانت، الأربعاء الماضي، قادما من غدامس في الشمال، إن ''مسلحين يحملون أعلام المجلس الانتقالي يجوبون الصحراء منذ عدة أيام في قوافل سيارات ذات دفع رباعي بحثا عن القوات النظامية''، وقد أثار قتل عدد من أفراد الجيش الليبي، الثلاثاء الماضي، في غدامس غضب السكان، حيث كان من بين القتلى أبناء قبائل تارفية معروفة، وأضاف المتحدث إنه ''شاهد بأم عينه سبع جثث لقتلى عسكريين شباب في منطقة كونين جنوب غدامس''.