كانت الحركة السلفية في بداياتها مجرد حركة دعوية خالصة تهدف بناء على الفكر الوهابي الى تنقية الدين الاسلامي من الشوائب والبدع التي اعترته طوال القرون الماضية ولم تتطور الى حركة جهادية او حركة سياسية في تونس الا انه بعد احداث سبتمبر 2001 و نظرا لانخراط تونس في الحرب ضد الارهاب كان لا بد لنظام بن علي ان يقدم قربانا للغرب وقد تمثل ذلك في الاعتقال العشوائي لكل من يرتاد المساجد او تظهر عليه علامات التدين الا انه و في ذلك التاريخ لم يقع احداث فرقة مختصة لمكافحة الارهاب في جهاز و زارة الداخلية وقد تعللت تونس بنقص التمويلات اللازمة وبعد احداث سليمان 2006 ازداد بطش النظام بالمتدينين والاعتقالات العشوائية التي تبنى على الوشاية او الشبهة و في سنة 2007 انشات فرقة مكافحة الارهاب و تسمى فرقة التوقي من الارهاب و ذلك بعد اقرار قانون مكافحة الارهاب في مجلس النواب و قد استغل البوليس السياسي تلك القوانين للبطش بالمعارضة على اختلاف انواعها فيكفي ان تصلي الفجر حاضرا حتى يلقى عليك القبض وتحاكم .وقد عمدت وزارة الداخلية الى تصنيف المتدينين الى عدة اصناف:
صنف1: السلفية و هم الأشخاص الذين يداومون على الصلوات في المسجد ويؤدون النوافل بعد كل صلاة .و ينقسم هذا القسم إلى ثلاثة أنواع و هم:
السلفي:وهو ما ذكرناه
السلفي الخطير:وهو الشخص زيادة على أداءه الفرائض فهو لا يعتقد في الأولياء الصالحين ولا يزورهم ولا يجوز زيارة النساء إلى المقابر و لا يؤمن بعيد المولد النبوي .
السلفي الخطير جدا: وهو إضافة إلى ما ذكرناه فهو يطيل اللحية و يرتدي القميص.
صنف2 :السلفية الجهادية و هم السلفيون الذين يؤمنون بالجهاد كفريضة على كل مسلم و يقع القبض على كل من يريد الالتحاق بالجهاد في أي مكان في الأرض.
صنف3: السلفيون المصرحون:وهم كل سلفي حوكم بالسجن .
ويقع مراقبة كل هؤلاء مراقبة يومية حيث ترفع التقارير اليومية لتحركاتهم وهم يلازمون المنطقة التي يسكنون فيها ولا يجوز لهم التنقل خارجها إلا بإذن من الفرقة المشرفة على مراقبتهم وهم يتعرضون دوريا إلى اقتحام منازلهم و تفتيشها في أي وقت.كما انه يتم حجز جوازات سفرهم ويطردون من وظائفهم ويضيق عليهم الخناق .وقد يعمد بعض الاعوان من الامن التونسي الى اخذ رشوة من هؤلاء حتى يسمح لهم بالتنقل الى المدن الكبيرة للتداوي
او البحث عن العمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق