الجمعة، 20 مايو 2011

القاعدة تطرق أبواب تونس

قبضت السلطات الأمنية و العسكرية التونسية أخيراً على عنصرين ينتميان إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وبحوزتهما أحزمة ناسفة و متفجرات، كان ذلك في منطقة تكريف من معتمدية رمادة الصحراوية التابعة لولاية (محافظة) تطاوين المتاخمة للحدود الجنوبية مع ليبيا.
ويأتي هذا الحدث ليلقي بأبعاده الرمزية في إعلان صريح عما بدأت المنطقة تشهده من أوضاع أمنية تنذر بأخطار حقيقية، خصوصا في ظل الأزمة الليبية التي أعطت لتنظيم القاعدة مجالا للتحرك والمناورة والتسلح بأسلحة متطورة، منها صواريخ مضادة للطائرات والدبابات والبوارج الحربية.
وينظر التونسيون إلى الواقع الجديد بتخوف كبير، مما دفع بالحكومة إلى الإعلان عن إلغاء الاحتفالات بعيد الغريبة اليهودي في جزيرة جربة، خوفا من أي تحرك إرهابي قد يعيد إلى الأذهان حادثة يوم 11 ابريل 2002 عندما قاد التونسي نزار نوار شاحنة مفخخة ليفجرها في عملية انتحارية بالقرب من المعبد اليهودي في جربة، ما أدى إلى مقتل 19 وجرح 20 ألمانياً قبل أن يتبنى تنظيم القاعدة العملية و يتضح ان منفذها تلقى تدريبات في باكستان.
في غضون ذلك قال الشيخ عمر البكري، القريب من القاعدة في حوار مع مجلة «لو نوفال اوبسارفاتور» الفرنسية ان نوايا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حاليا تتمثل في التمدد نحو ليبيا و تونس.. «الحكومات هناك لها مشاكلها الداخلية التي تشغلها عن مكافحة الإرهاب، في تونس، تجد الحكومات الجديدة نفسها أمام صعوبات اقتصادية و اجتماعية تمنعها من الاهتمام بنا، وفي ليبيا لن يجد القذافي الوقت الكافي لملاحقة كل الملتحين ومعرفة إن كانوا ينتمون إلى القاعدة أم لا».
ويضيف أن الاضطرابات و الانتفاضات الداخلية شجعت الجماعات المتطرفة على التغلغل في الشارع و التحرك بسهولة، لانشغال مصالح الأمن بالأوضاع الداخلية بدل ملاحقة السلفيين الجهاديين.
وبحسب ما هو واضح فإن المرحلة القادمة ستكون مرحلة صعبة في منطقة المغرب العربي وشمال افريقيا، فتنظيم القاعدة يوسّع من دائرة حضوره و من طاقاته ويستعد إلى التمركز في الساحل الليبي والتمدد إلى الجوار التونسي، منتظرا ما يمكن أن يحدث في الجزائر ليكون في مواجهة مفتوحة مع الضفة الشمالية للمتوسط.
وضع صعب
بداية ظهور تنظيم القاعدة في تونس سيضع الثورة أمام أخطار حقيقية، منها أن تسريب الأسلحة عبر الحدود الجنوبية، وتسريب الأفكار عبر مواقع الانترنت المفتوحة في ظل الديمقراطية، وتحرك الجماعات السلفية الجهادية بدون رقابة واضحة، إلى جانب فرار عشرات المتهمين بدعم و تشجيع الإرهاب من السجون وحالة الانفلات الأمني، ستكون جميعها عوامل مساعدة على جعل تونس بيئة مناسبة للتحرك الارهابي الذي سيصيب السياحة والاقتصاد عموما في مقتل، وسيضعف الموقف التونسي أمام أية رغبة من الحلف الأطلسي في استعمال الأراضي كقاعدة متقدمة لمواجهة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق